ابتكارات ستيوارت باركين ساعدت على ظهور غوغل وفيسبوك وخدمات الانترنت الأخرى
حصل البروفيسور البريطاني ستيوارت باركين، الذي أسهم في تطوير زيادة سعة قرص التخزين (الهارد ديسك)، على جائزة تكنولوجيا الألفية.
ونجح البروفيسور باركين في تطوير نوع من رأس قراءة البيانات (الجزء الأعلى من الهارد ديسك)، قادر على اكتشاف الإشارات الضعيفة والصغيرة، بصورة أكبر من السابق.ويسمح الابتكار بتخزين المزيد من المعلومات على كل أسطوانة من قرص التخزين.
وأوضحت أكاديمية فنلندا للتكنولوجيا، المؤسسة التي تمنح الجائزة، أن ابتكاره جعل من الممكن ظهور فيسبوك، وجوجل وأمازون وخدمات الانترنت الأخرى.
وقالت :"باركين مبتكر رائد في مجال سبنترونكس، الذي يعتمد على الدوران المغناطيسي للإلكترونات، بدلا من شحنهم لتخزين وحدات البيانات (البايتس)، وهو واحد من أنجح المجالات في النانوتكنولوجي حتى الآن."
وأضافت :"قادت ابتكاراته عملية التوسع الضخمة في الحصول على البيانات والقدرات التخزينية، والتي بدورها عززت تطور مراكز البيانات والخدمات السحابية، وشبكات التواصل الاجتماعي، وكذلك توزيع الموسيقى والأفلام عبر الانترنت."
وفاز بهذه الجائزة، التي تبلغ قيمتها مليون يورو وتقدم كل عامين، من قبل مخترع الويب تيم بيرنرز-لي، ولينوس تورفالديز، مطور نظام تشغيل نواة لينكس.باركين نجح في تطوير سبنترونكس الذي يعتمد على الدوران المغناطيسي للإلكترونات لتخزين وحدات البيانات
ويتم اختيار الفائزين من بين الذين اخترعوا شيئا غير أو ساعد في تغيير حياة الناس إلى الأفضل، على نطاق العالم.
المكتشف الحساس
ويعد مجال خبرات البروفيسور باركين، فرعا من علم الفيزياء يسمى سبنترونكس أو دوران الإلكترونات.
ومثلما تستطيع الكواكب الدوران مع عقارب الساعة أو عكس عقارب الساعة، فإن الإلكترونات يمكنها الدوران لأعلى أو لأسفل، وهي الحركة التي تنتج عنها مجال مغناطيسي.
ورغم أن التشابة ليس تاما، ولكن باختصار يمكن استغلال هذه الظاهرة لتخزين وحدات من البيانات على الهيكل المغناطيسي لذرة رقيقة.
وجعل العالم البريطاني هذا الأمر ممكنا، من خلال ملاحظات اثنين من الفائزين بجائزة نوبل، ألبرت فيرت وبيتر غرينبرغ وذلك لبناء مكتشف عالي الحساسية قادر على إنشاء حقل مغناطيسي رفيع في درجة حرارة الغرفة.
وقال لـ بي بي سي : "صمام دوران جهاز الاستشعار يسمح باكتشاف الحقول المغناطيسية متناهية الصغر، ومن ثم يمكن الوصول للمناطق المغناطيسية الصغيرة على القرص المغناطيسي الصلب."
والمعلومات على القرص، "تُخزن بصورة أساسية كمناطق مغناطيسية في فيلم مغناطيسي رفيع جدا."
وأضاف :"لذلك يمكننا الآن اكتشاف المناطق الصغيرة جدا أكثر مما كنا في السابق، في الحقيقة يمكن اكتشاف تلك المناطق أفضل بمقدار ألف مرة بفضل الحساسية العالية لصمام دوران جهاز الاستشعار."
وكان هذا العمل مخصصا لشركة آي بي إم، والتي قامت ببيع التكنولوجيا تجاريا عام 1997، وأصبح في وقت بسيط معيارا صناعيا، وسمحت بزيادة سعة القرص أربعة أضعاف مرة واحدة في السنة تعمل لعدة سنوات.
أتاح هذا ليس فقط تخزين المزيد من المعلومات في أجهزة الكمبيوتر فحسب، لكن أيضا يعني إمكانية بناء مراكز بيانات ضخمة.
ويشرح البروفيسور باركين :"استمرار العالم الحديث يعتمد على قدرتنا على تخزين كل معلوماتنا، في محركات أقراص مغناطيسية وبصورة أساسية في السحب، لذلك فأنت تستطيع القيام بالبحث على غوغل والحصول على موسيقى وأفلام."
ولا يمكن إتاحة أي من هذه الأشياء، "بدون محركات الأقراض المغناطيسية وبتكلفة منخفضة جدا، وهو الأمر المتاح حاليا..شكرا لتكنولوجيا سبنترونك الحساسة."
"راستراك ميموري"
ومازال البروفيسور البريطاني يعمل لصالح آى بي إم، ويأمل تحقيق ثورة أكبر في عالم تخزين البيانات، من خلال تكنولوجيا جديدة يطورها تسمى "راستراك ميموري" أو ذاكرة مضمار السباق.وتهدف إلى استغلال سبنترونك لإنشاء نوع جديد من التخزين، يستهلك طاقة أقل من القرص المغناطيسي، لكن أدائه عالي مثل الفلاش ميموري، البديل الأغلى ثمنا.
وذكر باركين :"من خلال بناء جهاز ثلاثي الأبعاد بأسلاك نانونية صغيرة، والتي تتسابق فيها سلاسل المناطق المغناطيسية ذهابا وإيابا، ويمكن زيادة قدرة التخزين للذاكرة الصلبة إلى 100 ضعف."
وستكون تلك التقنية سريعة وموثوق بها مثل الذاكرة الصلبة لكنها أرخص وقدرتها عالية على الحفظ مثل القرص الممغنط، وسيحتوي بصورة أساسية على مميزات كلا المنتجين."
وعلى الرغم من اسهاماته، إلا أن البروفيسور اعترف بأن التكنولوجيا تستخدم في أغراض مثيرة للجدل، من بينها تخزين وتحليل الكثير معلومات هائلة عن المواطنين، جمعتها وكالة التجسس عبر الانترنت.
ومع هذا فإنه يبدى القليل من الندم، وقال :"إنها (التكنولوجيا) مثل أي اكتشاف أو تطوير علمي، يمكن أن يستخدم في الخير، وأحيانا يستخدم في الشر."
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق